انتحار وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت بعد ساعات من إقالته

انتحار وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت بعد ساعات من إقالته
وزير النقل الروسي السابق رومان ستاروفويت

أفادت وسائل إعلام روسية، اليوم الاثنين، بأن وزير النقل السابق رومان ستاروفويت انتحر بعد ساعات من إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً مفاجئاً بإقالته من منصبه، وذلك عقب عامٍ فقط من تعيينه وزيراً للنقل. 

ونقلت وكالة "روسيا اليوم" عن لجنة التحقيق الروسية أن النتائج الأولية تُشير إلى أن الوفاة ناتجة عن انتحار، في حين أكدت اللجنة أنها باشرت فتح تحقيق لتحديد ملابسات الحادث وظروفه.

وقالت لجنة التحقيق: "تعمل الأجهزة المختصة حالياً على كشف دوافع الوفاة، بينما تُشير المعطيات الأولية إلى أن السيناريو الرئيسي هو الانتحار"، في حين لم يصدر عن الكرملين أي تعليق رسمي بشأن ارتباط الحادث بإقالته المباغتة.

إقالة وسط فوضى جوية

كان بوتين قد أصدر في وقت مبكر من صباح الاثنين مرسوماً رئاسياً قضى بإقالة ستاروفويت من منصبه كوزير للنقل، من دون تقديم أسباب واضحة. 

وجاء القرار في أعقاب فوضى غير مسبوقة في قطاع الطيران الروسي خلال عطلة نهاية الأسبوع، إثر هجمات مكثفة شنتها طائرات مسيّرة أوكرانية على مطارات ومواقع داخلية روسية، ما تسبب في إلغاء وتأخير مئات الرحلات، وعزل آلاف الركاب داخل مطارات البلاد.

وخلال الفترة من السبت إلى الاثنين، أُلغيت 485 رحلة جوية، فيما أعيد توجيه 88 رحلة، وتأخرت 1900 رحلة أخرى، بحسب بيانات رسمية من وزارة النقل الروسية والوكالة الفيدرالية للطيران. 

واضطرت شركات الطيران إلى إعادة قيمة 43 ألف تذكرة، وتأمين إقامة 49 ألف راكب في الفنادق، بالإضافة إلى توزيع طعام وشراب بقيمة 354 ألف روبل (نحو 3800 يورو).

خسائر ومطالبات بالمحاسبة

وأفادت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن الأزمة كلفت القطاع مليارات الروبلات (نحو 200 ألف يورو)، في وقت تصاعدت فيه المطالب داخل الأوساط الحكومية والمجتمعية بمحاسبة من يقف وراء التقصير في إدارة حركة الطيران.

وتزايدت الضغوط على الوزير المُقال إثر اتهامات بالفشل في التعامل مع تداعيات الهجمات الجوية الأوكرانية التي استهدفت مطارات مدنية ومنشآت حيوية، وأجبرت السلطات الروسية مرارًا على إغلاق المجال الجوي جزئياً. 

وفي أعقاب قرار الإقالة، عُين أندريه نيكيتين، نائب ستاروفويت، قائمًا بأعمال وزير النقل، وهو المسؤول الذي شغل سابقًا منصب حاكم منطقة نوفجورود.

مسيرة شابها التصعيد الحدودي

شغل ستاروفويت، البالغ من العمر 51 عاماً، منصب وزير النقل في مايو 2024، بعد خمس سنوات قضاها كحاكم لمنطقة كورسك الواقعة غرب روسيا، وهي منطقة شهدت توترات أمنية وهجمات من الجانب الأوكراني خلال الحرب المستمرة منذ عام 2022.

وقبل أن يتولى قيادة منطقة كورسك، كان ستاروفويت أحد المسؤولين البارزين في قطاع النقل، حيث رأس الوكالة الفيدرالية الروسية للطرق لمدة ست سنوات، ما منح تعيينه في وزارة النقل أهمية كبيرة في إعادة هيكلة هذا القطاع الحيوي. 

لكن مسيرته لم تدم طويلاً، وانتهت بطريقة مأساوية، عكست حجم الضغوط المتزايدة التي تُلقي بظلالها على كبار المسؤولين الروس في ظل تدهور الأوضاع الداخلية وتصاعد تداعيات الحرب الأوكرانية.

أزمة ثقة في الكواليس

وتُعد حادثة انتحار وزير على خلفية إقالة نادرة في المشهد السياسي الروسي، ما يُسلط الضوء على أزمة داخلية أعمق تعانيها مؤسسات الدولة، في ظل استمرار الهجمات الأوكرانية على الداخل الروسي، وما تسببه من ارتباك وخلل إداري وعسكري واقتصادي. 

وتُثار تساؤلات جدية حول مدى استعداد مؤسسات الدولة لمواجهة انعكاسات الحرب على الجبهة الداخلية، بعد أكثر من عامين على اندلاع الصراع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية